صلاة العيدين
صلاة العيدين
أ – حكمها ، ووقتها :
صلاة العيدين : الفطر والأضحى ، سنة مؤكدة كالواجب ، أمر الله تعالى بها في قوله : ( إنا أعطيناك الكوثر ، فصل لربك وانحر ) ، وأناط بها فلاح المؤمن في قوله : ( قد أفلح من تزكى ، وذكر اسم ربه فصلى ) . فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وواظب عليها ، وأمر بها ، وأخرج لها حتى النساء والصبيان . وهي شعيرة من شعائر الإسلام ، ومظهر من مظاهره التي يتجلى فيها الإيمان والتقوى .
ووقتها : من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى الزوال والأفضل أن تصلى الأضحى في أول الوقت ، ليتمكن الناس من ذبح أضاحيهم . وأن تؤخر صلاة الفطر ، ليتمكن الناس من إخراج صدقاتهم ، إذ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل هكذا ، قال جندب رضي الله عنه : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بنا الفطر والشمس على قيد رمحين ، والأضحى على قيد رمح ) .
ب- ما ينبغي لها من آداب :
1- الغسل والتطيب ولبس الجميل من الثياب ، لقول أنس رضي الله عنه : ( أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في العيدين ، أن نلبس أجود ما نجد ، وأن نتطيب بأ جود ما نجد ، وأن نضحي بأ ثمن مانجد ) . رواه الحاكم . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس بردة حبرة في كل عيد ) . رواه الشافعي .
2-الأكل قبل الخروج إلى صلاة عيد الفطر ، والأكل من كبد الأضحية بعد الصلاة في عيد الأضحى ، لقول بريدة رضي الله عنه : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل ، ولا يأكل يوم الأضحى حتى يرجع ، فيأكل من أضحيته ) . رواه الترمذي .
3-التكبير من ليلتي العيدين ، ويستمر في الأضحى إلى آخر أيام التشريق وفي الفطر إلى أن يخرج الإمام عليهم للصلاة .
ولفظه : الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ، ولله الحمد ، ويتأكد عند الخروج إلى المصلى ، وبعد الصلوات المفروضة أيام التشريق الثلاثة ، لقوله تعالى : ( واذكروا الله في أيام معدودات ) . وقوله سبحانه : ( وذكر اسم ربه فصلى ) . وقوله : ( ولتكبروا الله على ما هداكم ) .
4-الخروج إلى المصلى من طريق ، والرجوع من أخرى ، لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك . قال جابر : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق ) . رواه البخاري .
5-أن تصلى في صحراء ، إلا لضرورة مطر ونحوه ، فتصلى في المساجد ، لمواظبة النبي صلى الله عليه وسلم على صلاتها في الصحراء ، كما ورد في الصحيح .
6- التهنئة ، بقول المسلم لأخيه : تقبل الله منا ومنك ، لما روي أن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا إذا التقى بعضهم ببعض يوم العيد قالوا : ( تقبل الله منا ومنك ) . رواه أحمد .
7-عدم الحرج في التوسع في الأكل والشرب واللهو المباح ، لقوله صلى الله عليه وسلم في عيد الأضحى : ( أيام التشريق أيام أكل وشرب ، وذكر الله عز وجل ) . رواه مسلم . وقول أنس : قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قد أبدلكم الله تعالى بهما خيراً منهما ، يوم الفطر ويوم الأضحى ) . رواه النسائي . وقوله لأبي بكر رضي الله عنه ، وقد انتهر جاريتين في بيت عائشة ينشدان الشعر يوم العيد : ( يا أبا بكر ، إن لكل قوم عيداً ، وإن اليوم عيدنا ) . رواه البخاري .
ج- صفتها :
صفة صلاة العيد ، هي أن يخرج الناس إلى المصلى يكبرون ، حتى إذا ارتفعت الشمس بعض أمتار ، قام الإمام فصلى – بلا أذان ولا إقامة – ركعتين يكبر في الأولى سبعاً ، بتكبيرة الإحرام والناس يكبرون من خلفه بتكبيره ، ويقرأ بالفاتحة وسورة الأعلى جهراً . ويكبر في الثانية ستاً بتكبيرة القيام ، ويقرأ بالفاتحة وسورة الغاشية ، أو الشمس وضحاها . فإذا سلم ، قام فخطب في الناس خطبة ، يجلس أثناءها جلسة خفيفة . فيعظ فيها ويذكر ، يخللها بالتكبير ، كما يفتتحها بحمد الله تعالى والثناء عليه . وإن كان في فطر حث على صدقة الفطر ، وبين بعض أحكامها . وإن كان في أضحى ، حث على سنة الأضحية ، وبين السن المجزئة فيها . وإذا فرغ انصرف الناس معه ، إذ لا صلاة سنة قبلها ولا بعدها ، اللهم إلا من فاتته صلاة العيد ، فإن له أن يصليها أربع ركعات ، لقول ابن مسعود رضي الله عنه : من فاتته صلاة العيد ، فليصل أربعاً . وأما من أدرك منها شيئاً مع الإمام ولو التشهد ، فإنه يقوم بعد سلام الإمام فيصليها ركعتين ، كما فاتته سواءً بسواءٍ .