خسوف القمر هل هو آية ربانية؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله خالق الشمس والقمر،لا يخرج عن طاعته كائن في الأرض ولا في السماء إذا أمر،أحمده سبحانه وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له بث لذوي البصائر والقلوب الحية آيات وجعلها عبرة لمن اعتبر،وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله خير البشر،وإمام من تفكر واعتبر صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ما اتصلت أذن بخبر وما ازدانت عين ببصر.أما بعد:فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله يقول الله جل جلاله:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }(آل عمران:102).
أخي الحبيب لو أتتك رسالة تحذيرية من أمير المنطقة يقول لك فيها إن لديك أخطاء فراجع نفسك وإلا عرضت نفسك للعقوبة؛ وأنت توقن تماماً بأن هذا الأمير يستطيع أن يفعل بك الأفاعيل؛ يستطيع سجنك لسنوات طويلة،أو جلدك على مرأى من الناس،أو فرض عقوبات مالية عليك،أومصادرة ما تملك من مال وعقارات،فقلي بربك هل تستقبل هذه الرسالة بكل برود،أم تأخذها على محمل الجد وتبدأ تتفقد نفسك وتبحث عن أخطائك وفؤادك يرتجف مخافة أن تنزل العقوبة بك؟.لو أخبرك أحدهم قبل ورود الرسالة بموعد وصولها بالدقيقة والثانية هل يخفف ذلك من اهتمامك بالرسالة؟.
عباد الله أعمارنا بيد من؟.رزقنا بيد من؟ أمننا بيد من؟.صحتنا بيد من؟.كل أمورنا صغيرها وكبيرها بيد من؟.إنهابيد الله..بيد الله الجبار العظيم.قرر ذلك ربنا في كتابه بقوله:{وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} (النحل:53). فلا غنى لنا عن الله طرفة عين ولا أقل من ذلك.فإذا جاءتنا رسالة تحذيرية من ربنا العظيم؛أيحسن بنا أن نهتم للأمر ونخاف ونفزع؟.أم أن نأخذ الأمر بتساهل وعدم اهتمام؟.كم من الرسائل التحذيرية جاءتنا في العام الهجري الماضي:حمى الضنك،أنفلونزا الخنازير،كارثة سيول جدة وغيرها .. فهل أعطينا تلك الرسائل ما تستحقها من اهتمام،أم أنا اعتبرنا الأمر قضية طبيعية وحوادث كونية واستمر القوم في غفلتهم؟.ومع مطلع العام الهجري الجديد أرسل العظيم إلينا رسالة سماوية عظيمة وهي حادثة خسوف القمر التي كانت بالأمس فكيف كان استقبال القوم لتلك الرسالة ؟.من القوم من رأى أنها ظاهرة وحدث كوني طبيعي لا يدعو للقلق؛فمنهم من خرج للمراصد يستمتع بها،ومنهم من عاش حياته في غفلته في بيعه وشراءه أو أمام القنوات الفضائية يتابع المسلسلات والرقص والغناء وبيده شيشته يقرقر فيها،أو سيجارته ينفث سمومها؛توقفوا أحبتي في الله وتفكروا معي في حال هذه الفئة في ظلال قول الله تعالى:{وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ} (يوسف:105).ألا يُخشى أن ينطبق عليهم قول العظيم جل في علاه:{سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} (الأعراف:146). عباد الله إنه لمن أسباب الحسرة والألم أن يكون من بين أمة الإسلام، أمة محمدمن بلغت به الغفلة هذا المبلغ ؛نقول لتلك الفئة: ويحكم أين عقولكم؟.فكل عاقل يُسَلِمُ بأن الخسوف والكسوف هو اختلال في النظام الكوني؛ولو كان أمراً طبيعياً لتكرر بانتظام كتكرار شروق الشمس من المشرق،وغروبها من المغرب،وكتكرار تقلب الليل والنهار،فالله وحده هو الذي يملك حركة الخليقة كلها بما فيها حركة الكواكب وها هو يقرر تلك الحقيقة الكونية بقوله جل في علاه : {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ() قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ()وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}(القصص71-73). الله جعل من علامات الساعة الكبرى اختلال النظام الفلكي بطلوع الشمس من مغربها!. الله هو الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض واستمع لربك إذ يقول: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}(الحج:65).عباد الله قد يقول قائل لما هذا التهويل والتخويف وقد وقع الكسوف والخسوف مراراً,ولم تحصل كارثة كونية؛فنقول لمثل هذا:أننتظر حتى يحل العذاب ثم عندها نُصَدِق؟.نقول له:تأمل نهاية الآية السابقة؛فمن رأفة الله بعباده ورحمته بهم أمسك الكون أن يختل نظامه، نظر إلى عباده السجد الركع فرحمهم،نظر إلى الأطفال الرضع فرحمهم،نظر إلى البهائم الرتع فرحمهم.استمع معي أخي لربك إذ يقول:{إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}(الأعراف:54).
الخطبة الثانية
الحمد لله بث في الكون آيات عظمته،فكانت دليلاً على كمال قدرته،أحمده سبحانه وأشكره اختص عباده الطائعين برحمته،وتوعد الكافرين والمعرضين بأليم نقمته،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته ولا في إلهيته ولا في أسمائه وصفاته وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحابته وسلم تسليماً كثيراً.أما بعد:فاتقوا الله عباد الله وتنبهوا لما يرسله الله إليكم من رسائل إلهية؛ولكم في رسولكم أسوة حسنة عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ خَسَفَتْ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالنَّاسِ-ثم ذكرت صفة صلاة الكسوف-وقالت:ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدْ انْجَلَتْ الشَّمْسُ فَخَطَبَ النَّاسَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ(إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَادْعُوا اللَّهَ وَكَبِّرُوا وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا ثُمَّ قَالَ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَاللَّهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنْ اللَّهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلبَكَيْتُمْ كَثِيرًا)) فهذا هدي خير الورى في يفزع في وقت الكسوف وهو أعلم الناس بالله الذي خلق هذه الكواكب ويعلم أمرها ونظامها،ولو كان الأمر مجرد ظاهرة طبيعية لا تستدعي الخوف والفزع إلى الله لما فعله صلى الله عليه وسلم ،أما لماذا الخوف والفزع ؟.
فالعارفون في علم الفلك يدركون أنه لو اختل نظام الكون لدمرت الأرض بمن عليها،فمن الذي يمسك هذا النظام أن يختل؟. إنه الله،أفلا يحق لنا أن نفزع إليه؟.بلا والله.أحبتي في الله نشرت بعض صحفنا المحلية أنه تم تعديل مواعيد منافسات رياضية وأمسية شعرية لموافقة وقتها للوقت المتوقع لخسوف القمر وهذا أمر يشكر من فعله ويدل على وعي حقيقي واستشعار للرسالة الربانية،معاشر المؤمنين لنستثمر مثل هذه الرسائل الربانية في تعميق الإيمان في قلوب أسرنا ومجتمعنا،حتى لا تقع الأمة فريسة للتفسيرات العلمية البحته وتنشأ لدينا أجيال لا تحسن قراءة الرسائل التحذيرية الربانية حتى يحل بهم العذاب عياذاً بالله.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله خالق الشمس والقمر،لا يخرج عن طاعته كائن في الأرض ولا في السماء إذا أمر،أحمده سبحانه وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له بث لذوي البصائر والقلوب الحية آيات وجعلها عبرة لمن اعتبر،وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله خير البشر،وإمام من تفكر واعتبر صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ما اتصلت أذن بخبر وما ازدانت عين ببصر.أما بعد:فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله يقول الله جل جلاله:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }(آل عمران:102).
أخي الحبيب لو أتتك رسالة تحذيرية من أمير المنطقة يقول لك فيها إن لديك أخطاء فراجع نفسك وإلا عرضت نفسك للعقوبة؛ وأنت توقن تماماً بأن هذا الأمير يستطيع أن يفعل بك الأفاعيل؛ يستطيع سجنك لسنوات طويلة،أو جلدك على مرأى من الناس،أو فرض عقوبات مالية عليك،أومصادرة ما تملك من مال وعقارات،فقلي بربك هل تستقبل هذه الرسالة بكل برود،أم تأخذها على محمل الجد وتبدأ تتفقد نفسك وتبحث عن أخطائك وفؤادك يرتجف مخافة أن تنزل العقوبة بك؟.لو أخبرك أحدهم قبل ورود الرسالة بموعد وصولها بالدقيقة والثانية هل يخفف ذلك من اهتمامك بالرسالة؟.
عباد الله أعمارنا بيد من؟.رزقنا بيد من؟ أمننا بيد من؟.صحتنا بيد من؟.كل أمورنا صغيرها وكبيرها بيد من؟.إنهابيد الله..بيد الله الجبار العظيم.قرر ذلك ربنا في كتابه بقوله:{وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} (النحل:53). فلا غنى لنا عن الله طرفة عين ولا أقل من ذلك.فإذا جاءتنا رسالة تحذيرية من ربنا العظيم؛أيحسن بنا أن نهتم للأمر ونخاف ونفزع؟.أم أن نأخذ الأمر بتساهل وعدم اهتمام؟.كم من الرسائل التحذيرية جاءتنا في العام الهجري الماضي:حمى الضنك،أنفلونزا الخنازير،كارثة سيول جدة وغيرها .. فهل أعطينا تلك الرسائل ما تستحقها من اهتمام،أم أنا اعتبرنا الأمر قضية طبيعية وحوادث كونية واستمر القوم في غفلتهم؟.ومع مطلع العام الهجري الجديد أرسل العظيم إلينا رسالة سماوية عظيمة وهي حادثة خسوف القمر التي كانت بالأمس فكيف كان استقبال القوم لتلك الرسالة ؟.من القوم من رأى أنها ظاهرة وحدث كوني طبيعي لا يدعو للقلق؛فمنهم من خرج للمراصد يستمتع بها،ومنهم من عاش حياته في غفلته في بيعه وشراءه أو أمام القنوات الفضائية يتابع المسلسلات والرقص والغناء وبيده شيشته يقرقر فيها،أو سيجارته ينفث سمومها؛توقفوا أحبتي في الله وتفكروا معي في حال هذه الفئة في ظلال قول الله تعالى:{وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ} (يوسف:105).ألا يُخشى أن ينطبق عليهم قول العظيم جل في علاه:{سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} (الأعراف:146). عباد الله إنه لمن أسباب الحسرة والألم أن يكون من بين أمة الإسلام، أمة محمدمن بلغت به الغفلة هذا المبلغ ؛نقول لتلك الفئة: ويحكم أين عقولكم؟.فكل عاقل يُسَلِمُ بأن الخسوف والكسوف هو اختلال في النظام الكوني؛ولو كان أمراً طبيعياً لتكرر بانتظام كتكرار شروق الشمس من المشرق،وغروبها من المغرب،وكتكرار تقلب الليل والنهار،فالله وحده هو الذي يملك حركة الخليقة كلها بما فيها حركة الكواكب وها هو يقرر تلك الحقيقة الكونية بقوله جل في علاه : {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ() قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ()وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}(القصص71-73). الله جعل من علامات الساعة الكبرى اختلال النظام الفلكي بطلوع الشمس من مغربها!. الله هو الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض واستمع لربك إذ يقول: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}(الحج:65).عباد الله قد يقول قائل لما هذا التهويل والتخويف وقد وقع الكسوف والخسوف مراراً,ولم تحصل كارثة كونية؛فنقول لمثل هذا:أننتظر حتى يحل العذاب ثم عندها نُصَدِق؟.نقول له:تأمل نهاية الآية السابقة؛فمن رأفة الله بعباده ورحمته بهم أمسك الكون أن يختل نظامه، نظر إلى عباده السجد الركع فرحمهم،نظر إلى الأطفال الرضع فرحمهم،نظر إلى البهائم الرتع فرحمهم.استمع معي أخي لربك إذ يقول:{إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}(الأعراف:54).
الخطبة الثانية
الحمد لله بث في الكون آيات عظمته،فكانت دليلاً على كمال قدرته،أحمده سبحانه وأشكره اختص عباده الطائعين برحمته،وتوعد الكافرين والمعرضين بأليم نقمته،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته ولا في إلهيته ولا في أسمائه وصفاته وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحابته وسلم تسليماً كثيراً.أما بعد:فاتقوا الله عباد الله وتنبهوا لما يرسله الله إليكم من رسائل إلهية؛ولكم في رسولكم أسوة حسنة عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ خَسَفَتْ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالنَّاسِ-ثم ذكرت صفة صلاة الكسوف-وقالت:ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدْ انْجَلَتْ الشَّمْسُ فَخَطَبَ النَّاسَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ(إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَادْعُوا اللَّهَ وَكَبِّرُوا وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا ثُمَّ قَالَ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَاللَّهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنْ اللَّهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلبَكَيْتُمْ كَثِيرًا)) فهذا هدي خير الورى في يفزع في وقت الكسوف وهو أعلم الناس بالله الذي خلق هذه الكواكب ويعلم أمرها ونظامها،ولو كان الأمر مجرد ظاهرة طبيعية لا تستدعي الخوف والفزع إلى الله لما فعله صلى الله عليه وسلم ،أما لماذا الخوف والفزع ؟.
فالعارفون في علم الفلك يدركون أنه لو اختل نظام الكون لدمرت الأرض بمن عليها،فمن الذي يمسك هذا النظام أن يختل؟. إنه الله،أفلا يحق لنا أن نفزع إليه؟.بلا والله.أحبتي في الله نشرت بعض صحفنا المحلية أنه تم تعديل مواعيد منافسات رياضية وأمسية شعرية لموافقة وقتها للوقت المتوقع لخسوف القمر وهذا أمر يشكر من فعله ويدل على وعي حقيقي واستشعار للرسالة الربانية،معاشر المؤمنين لنستثمر مثل هذه الرسائل الربانية في تعميق الإيمان في قلوب أسرنا ومجتمعنا،حتى لا تقع الأمة فريسة للتفسيرات العلمية البحته وتنشأ لدينا أجيال لا تحسن قراءة الرسائل التحذيرية الربانية حتى يحل بهم العذاب عياذاً بالله.