الحجاب أهميته وصور التفريط فيه
الحمد لله العزيز الوهاب منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب أحمده سبحانه وأشكره أن زين المرأة المسلمة بالعفة والحجاب وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جعل الجنة بمنه وكرمه ثواب من انتهى عن غيه ورجع إلى ربه وأناب ، وجعل موعد من أعرض عن شريعته النار وسوء العذاب وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله المصطفى من بين البرية بالرسالة والكتاب صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .أما بعد:
فيقول الله جل وعلا موصياً لنا فاسمعوا لوصية ربكم إذ يقول : {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ(119)}التوبة.أي� �ا الأحبة في الله لو كان لدى أحدنا جوهرة نفيسة هل يصونها ويغطيها أم أنه يبديها لكل غاد ورائح ؟ ماذا تتوقعون أن يحدث لو أن صاحب تلك الجوهرة أبدى طرفاً منها ألا تتشوق نفوس الطامعين للتعرف على بقية جمالها؟ ويحتالون لذلك الحيل ؟ ثم إذا هو عرضها كاملة لكل ناظر إلا يطمع الطامعون في التمتع بتلك الجوهرة وأخذها لو لفترة محدودة ولو ارتكبوا في سبيل ذلك الحماقات أو استخدموا العنف والقوة؟فيخسر صاحب تلك الجوهرة خسارة عظيمة .أيها الأحبة في الله والمرأة المسلمة هي أغلى الجواهر على وجه الأرض فعلى من ولاه الله أمرها أن يصونها ولو بذل في سبيل ذلك ماله كله وما أروع من قال:أصون عرضي بمالي لا أدنسه ..لا بارك الله بعد العرض في المال.أيها الأحبة في الله إن بوابة الحفاظ على العرض والحصن الحصين له هو الحجاب،فمن فرط في الحجاب فقد فتح على عرضه وأهله باب فتنة وشر عظيم؛فلا يطمع اللصوص إلا في البيوت التي قد هدمت حصونها وهتكت ستورها،ومن أراد دليلاً على ذلك فلينظر إلى حال الأمم التي فرطت نساؤها في الحجاب وكيف انتهكت فيها المحارم،وتزايدت فيها جرائم اغتصاب النساء، فأصبحت المرأة معرضة لأن يعتدي عليها رئيسها أو زميلها في العمل،أو جارها أو حتى أبوها أو أخوها في المنزل،حياة أشبه بحياة البهائم أعزكم الله ، كان بدايتها تساهل قليل ما لبث أن كبر حتى أمسى الحال على ما تعلمون،ومن الأمثلة على ذلك ما أوردته الإحصائيات ففي ألمانيا تغتصب امرأة كل ربع ساعة أي بمعدل خمس وثلاثين ألف امرأة في العام وهذه الحوادث المسجلة بدوائر الشرطة أما غير المسجلة فيقدر البوليس الجنائي بأنها خمسة أضعاف هذا الرقم،وتذكر الإحصائية أن خمسين بالمائة من الفاعلين هم من الأقارب والأباء والأصدقاء والجيران،أي أن الجاني غالباً ما يكون قد رأى ضحيته ورأى منها ما دعاه لتلك الفعلة([1]).أحبتي في الله إن ما دفعني للحديث عن هذه القضية شفقة على أهل البلد الحرام أن يفرطوا في هذه القضية المهمة لاسيما وقد تغيرت مفاهيم بعض الناس عن هذه القضية حتى عدا الخطأ عندهم صواب والصواب هو الخطأ،وقد بدت في المجتمع ظواهر تنذر بالخطر وإليكم بعض تلك الظواهر : إظهار فئة من النساء لعينيها وقد زينتها أو لم تزينها وهذا أمر لم يكن مألوفاً لدى أهل مكة وإنما بدأ يظهر من سنوات قريبة، وإذا سوئلت المرأة لم تبدين عينيك قالت:إن نظري ضعيف وبدون أن أكشفهما لا أرى شيئاً فنقول لها يا أمة الله لقد وقعت في الخطوة الأولى من خطوات الشيطان لإخراج المرأة نحو التبرج والسفور،نقول لها ألم يكن من قبل في أمهاتنا والنساء الآتي سبقن إلى عهد قريب ضعيفات النظر كيف كن يمشين؟ ثم إن مهمة النظرات والعدسات الطبية هي تصحيح النظر بحيث يكون بعد لبسها كالوضع الطبيعي فلما لا ترتديها، نقول لها يا أمة الله أما تخشين من أن كشفك لعينيك يجرئ عليك سفيه من السفهاء فيطمع لأن يرى ما هو أكثر من العيون فيعتدي عليك لا سمح الله بيده أو على الأقل بكلمة نابية تجرح شعورك! ثم إن في تعريض عينيك لأشعة الشمس والغبار ما يذهب بهاءها ورونقها،نقول لها ألا ترين الفرق بين لون بشرة الرجل وبشرة المرأة في بلادنا فالرجال تميل بشرتهم إلى السمرة والخشونة بسبب ما تتعرض له من أشعة الشمس و الغبار بينما المرأة تميل بشرتها إلى البياض والنعومة لأن بشرتها محجوبة عن تلك العوامل،نقول لها هلا تفكرت من ذا الذي وهبك هاتين العينين الجميلتين أليس هو الله؟ولا شك أن الإجابة بلى هو الله،فنقول لها أما تخشين أن يسلبك الله نورهما فتعودي عمياء كفيفة لا تستطيعي قضاء أبسط حوائجك إلا بمساعدة الآخرين؟نقول لها احذري فإن الله يمهل العبد حتى يتوب فإن لم يتب أخذه أخذ عزيز مقتدر،أما تلك التي كشفت وجهها بالكامل فمن باب أولى أن يوجه لها مثل هذا الكلام.ومن تلك الظواهر أيضاً:أنواع العبي والطرح ونحوها مما تلبس بغرض الحجاب وهي أشد فتنة من التبرج حيث طرزت بمختلف أنواع الزين والزخارف ومنها ما يوضع على الكتف كرداء الرجل ومنها ما هو ذو ألوان صارخة ويقف المرء متعجباً ما هو المقصود من لبس مثل هذا اللباس الذي لا نقول أنه يلفت نظر الرجال إلى تلك المرأة التي لبسته ولكنه يلوي أعناق الرجال إليها؟ وإن لنحسن الظن بالمرأة التي لبسته وأنها لم تقصد من وراء ذلك لفت نظر الرجال وإنما كان غرضها متابعة كل ما هو حديث من موضة اللباس وأنها قد لبسته عن جهل،ولكنا نسأل الرجل وليها ألست برجل وتعرف ما يؤثر في الرجال من النساء لم تدع امرأتك تفعل ذلك دون أن تعلمها؟ وقد يرد بأنها تغضب من ذلك وأنا لا أريد أن أغضبها ، فنقول له تخاف عليها من غضب يسير في الدنيا ولا تخشى عليها نار وقودها الناس والحجارة،ألم تستمع لقول ربك حين يقول:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}([2])،أما تخشى أن تأتي يوم القيامة ماسكة بعنقك تقول يارب خذلي من هذا بحقي فقد كان يراني على الخطأ ولم ينصحني،ونسأل التاجر الذي بقوم بتصنيع ذلك النوع من الحجاب ما هو هدفك؟ أأعمت المادة بصيرتك فأصبح كل همك الربح المادي ولو على سبيل شرف الأمة وعفتها؟ أما علمت أن هذا الذي تسميه حجاباً هو من وسائل إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا والله يقول:{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}([3] ) فاتق الله وليكن كسبك من حلال وابتعد عن الكسب المشبوه والحرام.أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}([4] ) .
الخطبة الثانية
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .أما بعد:فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن من تلك المظاهر الخطرة في المجتمع تساهل المرأة في التعامل مع الرجال بحجة أنه زميل العمل،فتتباسط معه في الحديث وتبادل النكات وقد يخرج شاب في عنفوان الشباب وفتاة في فورة الصبا سوياً وفي سيارة ذلك الشاب ليؤديا معاً مهمة رسمية،ومع أن أنظمة هذه البلاد المباركة تمنع تشغيل النساء في مجالات الرجال إلا أنه مع الأسف هناك من لا يتقيد بها،وما علمت تلك المرأة أنه نتيجة ذلك التساهل قد تكون فريسة سهلة لذئب جائع من ذائب البشر فتفقد شرفها وعفتها وطهرها وقد تفقد أسرتها إن كانت متزوجة ، ومن تلك المظاهر أيضاً اختلاط المرأة بأقارب الزوج من الرجال والحديث معهم كاخوته وأعمامه ونحوهم وقد تغطي شعرها وتسمي ذلك حجاباً زوراً وبهتاناً،وهذا من أشد أنواع الاختلاط والتبرج خطورة حيث أنها تختلط بمن لا يُشك فيه وقد حذر منه المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله(الحمو الموت)) والحمو هو قريب الزوج،ومع الأسف هناك من الرجال من رزقه الله زوجة شريفة عفيفة فيجبرها على مخالطة إخوانه والكشف عليهم،بل هناك من يتعدى ذلك إلى أن يطلب منها الكشف حتى على أصدقائه،وإذا كلمته في ذلك قال إنهم شرفاء وزوجتي شريفه و لا يمكن أن يحدث شيء من السوء فنقول لمثل هذا لقد منع الله من ذلك مجتمع ونساء هم أطهر منك ومن زوجك وأصدقائك منع منه أصحاب وزوجات النبي e وأمر المؤمنين أن يمتنعوا عنه وقد قال سبحانه:{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا}([5] ).وللموضوع بقية لعلنا نكملها في خطبة قادمة والله الهادي إلى سواء السبيل .
الحمد لله العزيز الوهاب منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب أحمده سبحانه وأشكره أن زين المرأة المسلمة بالعفة والحجاب وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جعل الجنة بمنه وكرمه ثواب من انتهى عن غيه ورجع إلى ربه وأناب ، وجعل موعد من أعرض عن شريعته النار وسوء العذاب وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله المصطفى من بين البرية بالرسالة والكتاب صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .أما بعد:
فيقول الله جل وعلا موصياً لنا فاسمعوا لوصية ربكم إذ يقول : {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ(119)}التوبة.أي� �ا الأحبة في الله لو كان لدى أحدنا جوهرة نفيسة هل يصونها ويغطيها أم أنه يبديها لكل غاد ورائح ؟ ماذا تتوقعون أن يحدث لو أن صاحب تلك الجوهرة أبدى طرفاً منها ألا تتشوق نفوس الطامعين للتعرف على بقية جمالها؟ ويحتالون لذلك الحيل ؟ ثم إذا هو عرضها كاملة لكل ناظر إلا يطمع الطامعون في التمتع بتلك الجوهرة وأخذها لو لفترة محدودة ولو ارتكبوا في سبيل ذلك الحماقات أو استخدموا العنف والقوة؟فيخسر صاحب تلك الجوهرة خسارة عظيمة .أيها الأحبة في الله والمرأة المسلمة هي أغلى الجواهر على وجه الأرض فعلى من ولاه الله أمرها أن يصونها ولو بذل في سبيل ذلك ماله كله وما أروع من قال:أصون عرضي بمالي لا أدنسه ..لا بارك الله بعد العرض في المال.أيها الأحبة في الله إن بوابة الحفاظ على العرض والحصن الحصين له هو الحجاب،فمن فرط في الحجاب فقد فتح على عرضه وأهله باب فتنة وشر عظيم؛فلا يطمع اللصوص إلا في البيوت التي قد هدمت حصونها وهتكت ستورها،ومن أراد دليلاً على ذلك فلينظر إلى حال الأمم التي فرطت نساؤها في الحجاب وكيف انتهكت فيها المحارم،وتزايدت فيها جرائم اغتصاب النساء، فأصبحت المرأة معرضة لأن يعتدي عليها رئيسها أو زميلها في العمل،أو جارها أو حتى أبوها أو أخوها في المنزل،حياة أشبه بحياة البهائم أعزكم الله ، كان بدايتها تساهل قليل ما لبث أن كبر حتى أمسى الحال على ما تعلمون،ومن الأمثلة على ذلك ما أوردته الإحصائيات ففي ألمانيا تغتصب امرأة كل ربع ساعة أي بمعدل خمس وثلاثين ألف امرأة في العام وهذه الحوادث المسجلة بدوائر الشرطة أما غير المسجلة فيقدر البوليس الجنائي بأنها خمسة أضعاف هذا الرقم،وتذكر الإحصائية أن خمسين بالمائة من الفاعلين هم من الأقارب والأباء والأصدقاء والجيران،أي أن الجاني غالباً ما يكون قد رأى ضحيته ورأى منها ما دعاه لتلك الفعلة([1]).أحبتي في الله إن ما دفعني للحديث عن هذه القضية شفقة على أهل البلد الحرام أن يفرطوا في هذه القضية المهمة لاسيما وقد تغيرت مفاهيم بعض الناس عن هذه القضية حتى عدا الخطأ عندهم صواب والصواب هو الخطأ،وقد بدت في المجتمع ظواهر تنذر بالخطر وإليكم بعض تلك الظواهر : إظهار فئة من النساء لعينيها وقد زينتها أو لم تزينها وهذا أمر لم يكن مألوفاً لدى أهل مكة وإنما بدأ يظهر من سنوات قريبة، وإذا سوئلت المرأة لم تبدين عينيك قالت:إن نظري ضعيف وبدون أن أكشفهما لا أرى شيئاً فنقول لها يا أمة الله لقد وقعت في الخطوة الأولى من خطوات الشيطان لإخراج المرأة نحو التبرج والسفور،نقول لها ألم يكن من قبل في أمهاتنا والنساء الآتي سبقن إلى عهد قريب ضعيفات النظر كيف كن يمشين؟ ثم إن مهمة النظرات والعدسات الطبية هي تصحيح النظر بحيث يكون بعد لبسها كالوضع الطبيعي فلما لا ترتديها، نقول لها يا أمة الله أما تخشين من أن كشفك لعينيك يجرئ عليك سفيه من السفهاء فيطمع لأن يرى ما هو أكثر من العيون فيعتدي عليك لا سمح الله بيده أو على الأقل بكلمة نابية تجرح شعورك! ثم إن في تعريض عينيك لأشعة الشمس والغبار ما يذهب بهاءها ورونقها،نقول لها ألا ترين الفرق بين لون بشرة الرجل وبشرة المرأة في بلادنا فالرجال تميل بشرتهم إلى السمرة والخشونة بسبب ما تتعرض له من أشعة الشمس و الغبار بينما المرأة تميل بشرتها إلى البياض والنعومة لأن بشرتها محجوبة عن تلك العوامل،نقول لها هلا تفكرت من ذا الذي وهبك هاتين العينين الجميلتين أليس هو الله؟ولا شك أن الإجابة بلى هو الله،فنقول لها أما تخشين أن يسلبك الله نورهما فتعودي عمياء كفيفة لا تستطيعي قضاء أبسط حوائجك إلا بمساعدة الآخرين؟نقول لها احذري فإن الله يمهل العبد حتى يتوب فإن لم يتب أخذه أخذ عزيز مقتدر،أما تلك التي كشفت وجهها بالكامل فمن باب أولى أن يوجه لها مثل هذا الكلام.ومن تلك الظواهر أيضاً:أنواع العبي والطرح ونحوها مما تلبس بغرض الحجاب وهي أشد فتنة من التبرج حيث طرزت بمختلف أنواع الزين والزخارف ومنها ما يوضع على الكتف كرداء الرجل ومنها ما هو ذو ألوان صارخة ويقف المرء متعجباً ما هو المقصود من لبس مثل هذا اللباس الذي لا نقول أنه يلفت نظر الرجال إلى تلك المرأة التي لبسته ولكنه يلوي أعناق الرجال إليها؟ وإن لنحسن الظن بالمرأة التي لبسته وأنها لم تقصد من وراء ذلك لفت نظر الرجال وإنما كان غرضها متابعة كل ما هو حديث من موضة اللباس وأنها قد لبسته عن جهل،ولكنا نسأل الرجل وليها ألست برجل وتعرف ما يؤثر في الرجال من النساء لم تدع امرأتك تفعل ذلك دون أن تعلمها؟ وقد يرد بأنها تغضب من ذلك وأنا لا أريد أن أغضبها ، فنقول له تخاف عليها من غضب يسير في الدنيا ولا تخشى عليها نار وقودها الناس والحجارة،ألم تستمع لقول ربك حين يقول:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}([2])،أما تخشى أن تأتي يوم القيامة ماسكة بعنقك تقول يارب خذلي من هذا بحقي فقد كان يراني على الخطأ ولم ينصحني،ونسأل التاجر الذي بقوم بتصنيع ذلك النوع من الحجاب ما هو هدفك؟ أأعمت المادة بصيرتك فأصبح كل همك الربح المادي ولو على سبيل شرف الأمة وعفتها؟ أما علمت أن هذا الذي تسميه حجاباً هو من وسائل إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا والله يقول:{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}([3] ) فاتق الله وليكن كسبك من حلال وابتعد عن الكسب المشبوه والحرام.أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}([4] ) .
الخطبة الثانية
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .أما بعد:فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن من تلك المظاهر الخطرة في المجتمع تساهل المرأة في التعامل مع الرجال بحجة أنه زميل العمل،فتتباسط معه في الحديث وتبادل النكات وقد يخرج شاب في عنفوان الشباب وفتاة في فورة الصبا سوياً وفي سيارة ذلك الشاب ليؤديا معاً مهمة رسمية،ومع أن أنظمة هذه البلاد المباركة تمنع تشغيل النساء في مجالات الرجال إلا أنه مع الأسف هناك من لا يتقيد بها،وما علمت تلك المرأة أنه نتيجة ذلك التساهل قد تكون فريسة سهلة لذئب جائع من ذائب البشر فتفقد شرفها وعفتها وطهرها وقد تفقد أسرتها إن كانت متزوجة ، ومن تلك المظاهر أيضاً اختلاط المرأة بأقارب الزوج من الرجال والحديث معهم كاخوته وأعمامه ونحوهم وقد تغطي شعرها وتسمي ذلك حجاباً زوراً وبهتاناً،وهذا من أشد أنواع الاختلاط والتبرج خطورة حيث أنها تختلط بمن لا يُشك فيه وقد حذر منه المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله(الحمو الموت)) والحمو هو قريب الزوج،ومع الأسف هناك من الرجال من رزقه الله زوجة شريفة عفيفة فيجبرها على مخالطة إخوانه والكشف عليهم،بل هناك من يتعدى ذلك إلى أن يطلب منها الكشف حتى على أصدقائه،وإذا كلمته في ذلك قال إنهم شرفاء وزوجتي شريفه و لا يمكن أن يحدث شيء من السوء فنقول لمثل هذا لقد منع الله من ذلك مجتمع ونساء هم أطهر منك ومن زوجك وأصدقائك منع منه أصحاب وزوجات النبي e وأمر المؤمنين أن يمتنعوا عنه وقد قال سبحانه:{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا}([5] ).وللموضوع بقية لعلنا نكملها في خطبة قادمة والله الهادي إلى سواء السبيل .